“سأعلن التوبة عما قليل/ عن أية كتابة لا ترشح من صدغي/ كالعرق، والشعر الرمادي، أما الطلاق/ فسيكون بائناً بينونة كبرى، بيني… وبيني/ إذا لم أتفاهم معي في قمَتي القادمة/ حول نصف قرن من الخديعة/ وعقدين من الحسك/ فما تبقى من رحيق/ قد لا يكفي نحلة واحدة/ هذا إن لم يهتد الذباب إليَ…”
إنَ أي تصفح لهذه القصائد يدلَ على أنها كتبت بطريقة جديدة أو جعلت على شكل خطوط مكتنزة بالمعاني والإشارات والتلويحات، ولا يضيرها أن خطَت في يسر ظاهر، وفي استرسال طبيعيَ، وبمشاركة غير قليلة من الوعي دون لجوء إلى التعمية والتعقيد، مع الحفاظ على إيقاع داخليَ وبعض الإيقاع الخارجي، ولا نملك، ونحن نقرأها، إلا أن نقول إنً من حق الشاعر أن يطالعنا بصور غريبة، وبخاصَة إذا كان يحاول، كما حاول خيري منصور، أن يتآلف غربة هذه الصور بطريقته الإسترسالية مع الربط الدقيق بين أجزاء الصورة.