مذيعة شهيرة وشاعرة فرنكوفونية وشهيدة مقدسة؛ تلك كانت وجوه سلوى حجازي الثلاث، التي عُرفت بها منذ أن أقدم سلاح الجوي الإسرائيلي على ارتكاب مجزرة مروعة وأسقط طائرتها المدنية في فبراير 1973، بدأت هذا المشروع وأنا أبحث عن صورة سلوى حجازي المحفورة في الأذهان، ولكن في نهاية الطريق ومع اكتشاف أوراقها الخاصة وغير المنشورة، وجدتني أمام إنسانة لم تكتشف بعد، ولم يسطع وهج وجهها بقدر ما ينبغي له أن يكون، كانت سيرة سلوى حجازي سيرة شعرية قلقة، وسردًا تراجيديًا لمعاني الخوف وبشاعة العدو، لذا؛ حين قادتني خطواتي في البحث وصعدت درج معظم مؤسسات الأرشيف الصحفي لمطالعة ما كُتِب عنها؛ كان كل ما يشغلني هو إيجاد طرف خيط يقودني إلى فهم سلوى؛ فرغم ما كُتِب في حياتها وبعد رحيلها، ظل لغزها قائمًا، وظل السؤال عنها مطروحًا: لماذا عاشت سلوى حجازي موتها قبل أن تموت؟
سلوى سيرة بلا نهاية – كريم جمال