زرتُها’ بعد أيام مِن إصابتها بجلطةٍ تركَت نصفَها الأيسر مشلولاً. كانت تنطق بصعوبةٍ . قّبلتُ جبينَها وتبادلنا كلاما معتادا في مثل تلك المواقف. اتضح لي لحظتها أنها زهدت الحياة؛ إلا قليلاً’ فلمحتُ طيف “عقل” أعلى السرير وعلى وجهة ابتسامةُ رضا. يبدو أنه كان في تلك الأثناء؛ في استراحة نادرة من ضجره المقيم. كانت “الست” تشدو:” كان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله”. كان الراديو العتيق إلى جوارها فوق السرير بناءً على طلبها’ فيما صورُ زوجها الراحل’ وأبنائها وأحفادها موزَّعة على الحوائط. كان بينها صورةٌ فوتوغرافيةٌ لها’ في هيئة “الموناليزا”’ ولكن بابتسامةٍ لا يشوبها ذلك الغموض الذي قصده دافنشي. بعد أيام ستفقدُ النطقَ. سترفض تناول أي طعام’ ثم سيحملونها فاقدةً الوعي إلى العناية المركزة’ بمستشفى المنصورة الدولي.