سلمى، بطلة رواية «رجل القش» المتعلمة والرسامة، نموذج عن المرأة المكبلة بأغلال العادات والتقاليد، اضطرت إرضاءً لأبيها، وعدم حصولها على فرصة عمل، إلى الزواج من رجل يكبرها بعقود عدة، ثم ما لبثت أن تنازلت عن الملايين، لتظفر بحريتها بأي ثمن، والسبب في طلبها الحرية، السفر بأمها المريضة لاستكمال علاجها خارج البلاد.
لكن هذه التي ظنتها حرية قادتها بمحض إرادتها إلى التوقيع على عقد زواج ثانٍ خالٍ من الحقوق والواجبات وهو ما أسمته العقد الأصفر، يُتيح لها الزواج من رجل آخر يقطن بلاد العم سام (أميركا) لتستطيع من خلاله السفر خارج بلدها الأم علّها تجد نفسها وتحقق ذاتها.
أحداث واختبارات
تسافر «سلمى» إلى نيويورك ويكون بانتظارها رجل القش بدر الصاغي مُقدماً نفسه إليها: «نعم أنا بدر الصاغي، زوجك المفترض على الورق، ولا تتوقعي راح أؤذيك؛ بس حسيت أقل واجب لبنت بلدي ممكن أعمله معاها، ومن هالنقطة أقدر أقول لك في أمان الله». ولكن لقاءَ سلمى بدراً لم يكن الأخير، إذ يكشف لها في ما بعد السبب الذي اضطره إلى التوقيع على هكذا عقدٍ والزواج منها بهذه الطريقة، فهو شاب يتيم وفي الوقت نفسه مسؤول عن ثلاث بنات، هن أخواته الصغيرات، توفي والده وتركهم مع أمه، ورغم حيازته شهادة طيار مدنيّ فإنه لم يظفر بوظيفة في مجال تخصصه في بلده، فساقه القدر إلى محامٍ عرض عليه المساعدة بالسفر إلى أميركا، ليتبين لاحقاً أنه نفسه المحامي الذي عرض على سلمى شراء تصريح السفر بطريقة مشبوهة وهو التوقيع على العقد الأصفر. ومن هنا، بدأ بدر وسلمى محاولة فك الرموز من ورائه لإيقاعه في قبضة العدالة؛ ولتكشف الرواية في ما بعد سلسلة أحداث مدهشة واختبارات سيخوضها الأبطال إذا ما أرادوا الفوز بالحبّ والسلام… فهل سيتحول ما أسمته سلمى بالعقد الأصفر إلى عقد زواج وحب حقيقي لا ينتهي؟
«رجل القش» نص روائي جريء يطرق باباً موصداً، بخطوات واثقة، بدت فيه المرأة/الكاتبة أكثر حيويَّة وديناميكيَّة، ورومانسية ومبدعة. لا بد من أن تجد كل امرأة صوتاً لها في هذه الرواية، ذلك أن هيفاء الفاضل تهزّ القارئ من الداخل وتسهم في إعادة تشكيل وعيه.