دليل علمى تكاملى لعلاج الصدمة النفسية واضطرابات كرب ما بعد الصدمة – الطبعة الثانية

يضم هذا الكتاب بين دفتيه برنامجين تفصيليين لعلاج الصدمة علاجا تكامليا. والعلاج النفسي التكاملي يمثل الموجة الثالثة في تطور العلاج النفسي المعاصر من ناحية ، ويعد تعديلا جذريا لنظرية ثورن thorne القديمة في التكامل ، والتي سادت منذ الثلاثينيات وحتي السبعينيات من القرن الماضي من ناحية أخري . وهذه النظرية كانت تجعل المعالج النفسي يأخذ أساليبه العلاجية من نظريات ونماذج علمية نفسية عديدة ومتباينة الأسس ، الأمر الذي كان يربك المريض النفسي والباحث عند تطبيق ماتعلمه من أساليب للتدخل . كما أنها كانت تري أن عمليات التدخل بهدف تحديد حدة المعاناة عن المريض النفسي والمنحرف والجانح تقتصر علي التدخل بالعلاج النفسي ، علي الرغم من وجود أربعة أنواع أخري للتدخل قد تكون أكثر أهمية للشفاء من ناحية وتنمية المهارات والقدرات والسمات الشخصية الفعالة من ناحية أخري وهي التدخل التنموي والوقائي والتعديلي والتأهيلي.. أما العلاج التكاملي من منظور حديث ومعاصر في علم قواعد التشخيص والعلاج النفسي ، فيري أن اختيار أساليب العلاج النفسي وأساليب الفحص والتقييم الإكلينيكي يجب أن تنبثق من نظرية واحدة أو اثنتين علي الأكثر تكون بينهما عوامل مشتركة مثل النظريتين المعرفية والسلوكية بكل مداخله. ومن ثم يقدم هذا الكتاب علاجا نفسيا تكامليا لاضطرابات كرب مابعد الصدمة والصدمة النفسية ينطلق من النظريتين المعرفية والسلوكية فقط ؛ يضم العلاج المعرفي السلوكي والجدلي السلوكي والعلاج بمعالجة المعلومات الصدمية والعلاج بالتقبل والالتزام والعلاج بالوعي بالعمليات المعرفية .metacognition psychotherapy ويمكن للبرنامج الأول في الكتاب أن يتم تطبيقه تطبيقا فرديا وجمعيا ، ويمكن أن يطبق المريض بنفسه من دون الاستعانة بمعالج نفسي متخصص. أما البرنامج الثاني فيمكن تطبيقه تطبيقا جمعيا فقط علي حالات المحاربين وحالات الاغتصاب بالدرجة الأولي . ولذلك فنحن نري أن هذا الكتاب ، الذي يعد المحاولة الأولي في حدود علمي ؛ لتقديم العلاج النفسي التكاملي ، يمكن أن يكون مفيدا للمعالج النفسي لتعليمه مهارات تطبيق العلاج النفسي التكاملي، والأشخاص العاديين الذين يعانون من هذا الاضطراب المعقد ، حيث يمكنهم التخلص منه من دون الاستعانة بمعالج نفسي متخصص.