تتوقف سعادة البيت أو شقاؤه، على صحة ساكنيه. وقد قال ايمرسون: “إن الصحة هي أول شروط السعادة”. وإذا كنا نفتقر إليها لا نستطيع تحقيق أي شيء، حتى لو كان لدينا المال والمعرفة والأبناء الصالحون أو الشريك الصالح. والأسرة الصحية، هي أسرة سعيدة وفرحة. وليس هناك مبالغة بالتشديد على أهمية الأم أو الزوجة، والتي تعنى بغذاء عائلتها وللمحافظة على صحتهم عليها أن تعرف نظام الماكروبيوتيك الغذائي، وتفهمه، وتكون قادرة على تطبيق معرفتها في كل الأوقات. إن فهم أهمية الغذاء، أي نظام الماكروبيوتيك، من قبل جميع أفراد الأسرة هو أمر جوهري، فهو ليس مجرد وجهة نظر أخرى تتعلق بالتغذية أو مجرد رأي آخر في ميدان تغزوه نظريات السعرات الحرارية والفيتامينات والأملاح المعدنية والاقتصاد، إن جوهره هو العودة بالغذاء إلى الطبيعة بما فيها الشمس والأرض والهواء والماء والطاقة.
إن حسن أو سوء الحظ، السعادة أو التعاسة، طول العمر أو الموت المبكر، الحكمة أو البلاهة، الجمال أو القبح، الطيبة أو الخبث، كلها أمور يحددها الأكل، وعندما نفهم هذا فهماً تاماً، نرى أن الإنسان ليس صالحاً أو سيئاً، إنما هو مجرد نتيجة أكل جيد أو رديء. تلك هي فلسفة جورج أوشاوا في التغذية، وأما دليل الماكروبيوتيك هذا الذي يقدمه للقارئ فهو ليصنع سعادة الإنسان على أساس غذائه الذي يبتعد عن كل ما هو مصنع من الأغذية أو كيميائي وللمؤلفة أهميته في مجال العلاج الطبيعي، فقد ساهم أوشاوا مساهمة كبيرة في نقل حكمة الشرق الأقصى إلى العالم الغربي. فقد قضى ثلاثين عاماً من حياته يعرّف الأوروبيين إلى الثقافة الشرقية في الوقت نفسه الذي كان يعرّف فيه اليابانيين إلى ثقافة الغرب توفي أوشاوا في 24 نيسان/أبريل 1966 عن 73 عاماً، وسببت وفاته حزناً عميقاً في أوساط عارفيه، وأعداد لا تحصى من الناس الذين ساعدهم بعلمه ومعرفته على الشفاء من الأمراض المستعصية، وعلى تحقيق سلامهم الداخلي؛ ما يشهد على أهمية العمل الذي نذر له نفسه طوال ما يزيد على خمسين عاماً من عمره.
يرشد هذا الكتاب أعداداً لا تُحصى من التعساء إلى طريق السعادة والصحّة ونعمة أكل ما تشتهي النفس. فالسعادة أو الشقاء، والعمر المديد أو الموت المبكر، والحكمة أو البلاهة، والجمال أو القبح، والصلاح أو السوء، وحتى حسن الطالع أو سوءه، كلها حالات تحددّها طريقتنا في الأكل.