كتاب الفيلسوف الدمشقي، هو بحق، واحد من أنفس المصادر القديمة، عن الأفكار والعادات والمعتقدات والطقوس التي كانت سائدة في الشرق القديم، بلاد الشام ومصر على وجه الخصوص، خلال القرن الخامس الميلادي، ومن مزايا هذا الكتاب الكبرى، أنه أول من ذكر قصة الفيلسوفة وعالمة الرياضيات هيباتيا الاسكندرانية التي ذهبت ضحية التعصب الديني، سمة ذلك العصر، فقصتها أضحت في عصرنا الحاضر، أيقونة فنية تناولتها الكثير من الأعمال الروائية والسينمائية والفنية الأخرى، ولولا فيلسوفنا الدمشقي لما سمع أحد عنها شيئاً.
كتاب الفيلسوف الدمشقي هذا، شهادة بالغة الصدق عن عصر كانت فيه سوريا ومصر جزءاً من الحضارة الهلنستية، وهو جزء فاعل ومؤثر وصانع لهذه الحضارة، ولو استعرضنا أسماء الفلاسفة والأطباء الدمشقيين الذين ذكرهم المؤلف في طيات كتابه هذا، على سبيل المثال لا الحصر، لأدركنا مقدار المساهمة التي قدمتها هذه المدينة العريقة لتاريخ البشرية.