هذا الكتاب الشيّق يضم حوارات مع زعماء وشخصيات مهمة في تاريخنا المعاصر، وهم على التوالي: روبرت كيندي، ﭬو نجوين جياب، هنري كيسنجر، غولدا مائير، ياسر عرفات، معمر القذافي، محمد رضا ﭘهلوي، آية الله خميني، أنديرا غاندي، أرييل شارون، دينغ شياوﭘينغ، الحسين بن طلال، وﭬيلي برانت.
صدر حوارات مع التاريخ والسلطة لـ أوريانا فالاتشي عن دار سطور ضمن مجموعة كتب سياسة وكتب تاريخ وجغرافيا عربية ومترجمة مميزة.
هؤلاء الأشخاص الذين حاورتهم الصحافية والكاتبة الإيطالية المثيرة للجدل أوريانا فالاتشي كانوا يتوّجسون خِيفة منها، بحيث إننا نشعر أنهم يحسبون حسابَ كلّ كلمة يقولونها، ويفكرون ملياً في كلّ جواب يُدلون به.
إنهم لا يثقون بالمراسلين الصحافيين، وغالباً يُخفون الحقائق، أو لعلهم يذكرون أنصاف الحقائق، ويخفقون دوماً في ذكر ما هو حقيقي، وما يجري فعلاً، ويختارون بدلاً منه الصمت المناسب، أو التذّرع بضيق الوقت، وكثرة الانشغالات، ويحاولون دوماً الدفاع عن أنفسهم ومشاريعهم وتوجهاتهم الفكرية ومبادئهم السياسية، كما يسعون دوماً إلى عدم الاستفاضة في التفسير، لأن الصحفيين كما يقول هنري كيسنجر، يسألوننا هل أنّ المريض عليل.
إنهم فضوليون، على الدوام، وينشدون دوماً استخلاص معلومة مثيرة، جديدة، كي يحققوا سَبقاً صحفياً، وكي يكتسب ذلك الصحفي أو تلك الصحفية شهرةً وانتشاراً، وكي تبيع الجريدة نسخاً أكثر من مطبوعها اليومي أو الأسبوعي.
ولا غرابة أن يقول لها أرييل شارون : “لم يسبق لي أن سمعتُ افتراءً كهذا، شتائم كثيرة جداً. إنكِ تشوّهين سمعتي، إنكِ تكيلين لي الشتائم!”. اعترف معمر القذافي وكذلك آية الله خميني أنّ المواضيع التي تتناولها في أسئلتها مواضيع مُزعجة ومُتعبة، وكانوا يتمنون أن تسألهم عن مواضيع أخرى، وليست تلك التي تحرجهم فيها، وتستفزهم، بحيث أنهم في كثير من الأحيان يرّدون عليها بأجوبة قاسية وعنيفة.