حمار على جبل

بعد أقل من ساعة من الضحك الماجن والفرفشة والزرنيخ رأيت نفسي على هودج أعلى من ظهر أي (بعير) وقبل أن أحتسي الكأس الرابعة سقط الهودج بي فوق رائحة النعناع والياسمين ولم أستيقظ حتى الصباح.
رجل غريب جاء إلى نزل ريفي هدمته الحرب، سأل أين المرحاض، إذا به أمام ركام من الحجارة، لم يبق هناك غير باب أمامه وجدار مقلوع خلفه، لكن صاحب النزل طمأن الغريب بقول: ليس من شيء تخشاه يا سيدي، أمامك باب خشبي وما من احد يراك، وخلفك هذا الفراغ ولا أحد يستطيع أن يعرف من تكون!
تلك هي الحقيقة، صارت مؤخراتنا مشاعة لمن يتفرج علينا، ونحمد الله أن لا أحد يعرف من نكون، ذلك أن المؤخرات ليست بالضرورة هوية أصحابها، قالت عصماء دون أن تغضب مني:
-يبدو أن الخمرة وحدها من تصنع السعادة، لم أكن أسمع منك كلاماً رخيصاً كهذا، لكنني أغفر لك ما دمت تمضي إلى النوم مبتهجاً.