يتصدى الكتاب لأسطورة تفسير القرآن الكريم باللغة السريانية، وهي فرية متعصبة تبناها كهنة أهل الكتاب الحاقدون، وحملها بعض المغفلين والمدسوسين من المنتسبين إلى عائلات مسلمة، وحرصوا على ترويجها بين العوام مستغلين مواقع التواصل الاجتماعي التي تضم الغث والسمين.
يروي المؤلف في المقدمة أن ما بعثه على تصنيف كتابه هذا، مقطع مصور لشخص ما،أرسلته إلى الدكتور بهاء تسأله إن كانت محتويات الفيديو صحيحة أم لا..
ثم تلت ذلك المقطعَ مقاطعُ تصب في الاتجاه الضال نفسه، وخلاصته أن العربية فرع من الآرامية السريانية، وأن نص القرآن سرياني، ومن ثَم فإن التفسير الصحيح لكثير من كلماته وعباراته يكون بالرجوع إلى السريانية.
ويرى الكاتب أن تفسير الحروف المقطعة بالسريانية، ودعوى أن نص القرآن سرياني وتفسيره بالسريانية، مسألتان تبدوان متشابهتين، أو كأنهما مسألة واحدة، إلا أنهما في الحقيقة مسألتان مختلفتان.
فأما تفسير الحروف المقطعة بالسريانية، فليست سوى غلاف لتفسيرها بالتفسير القبالي ((السحري أو الخرافي)) لحروف العبرية.
ويمضي المؤلف : وأما تفسير كلمات القرآن وعباراته بالسريانية والعبرية، فهي فرع من دعوى احتواء القرآن على كلمات من لغات أعجمية ولا وجود لها في العربية، وهي دعوى الغرض الحقيقي منها، كما ستعلم، نفي الوحي، واتخاذها ذريعة للقول بأن النبي عليه الصلاة والسلام هو الذي ألَّف القرآن، وأنه ألفه من مصادر مكتوبة بهذه اللغات!!
ثم يربط المصنف تلك المسارات الماكرة بادعاء قديم عن وجود كلمات أعجمية في كتاب الله سبحانه: والطرف الخفي غير المرئي خلف دعوى وجود كلمات أعجمية في القرآن في القرون الأولى، هو نفسه الذي بعثها في القرون الأخيرة، بعد أن تحول إلى جامعات ومعاهد ودوائر للاستشراق، وبعد أن غلف دسائسه بالبحوث والدراسات. وبحوث الدجالين من المستشرقين –بحسب تعبيره- والكذبة من اليهود والسريان، عن نص القرآن ولغته وما يزعمونه من كلمات غير عربية فيه، تمتلئ بالدسائس والتحريف والتزوير، وبالأكاذيب من كل نوع، لغوية وتاريخية وجغرافية.