تتحدّث الرواية عن الرحلة التي خاضتها الكاتبة للبحث عن أمها التي تبدأ قصتها في عام 1943، حين تم ترحيلها مع زوجها من ماريوبول، للعمل القسري في ألمانيا. لم تكن لدى الكاتبة معلومات سوى اسم أمّها، وتاريخ مولدها ومكانه (في ماريوبول الأوكرانية)، وتاريخ زواجها وتاريخ وصولها إلى ألمانيا. بالإضافة إلى ثلاث صور فوتوغرافية، وبعض الذكريات الضبابية تبني فودين من خلالها قصّة شخص واحد تحمل في طيّاتها مصير الملايين.
كتابٌ استثنائي يروي، بالتفاصيل، بحثاً جدلياً عن الحقيقة، ويُلقي الضوء على إحدى أفظع المآسي الأوروبية لمجازر النازيين بحق من هم من غير اليهود، من خلال الإبادة القائمة على السخرة في معسكرات العمالة، حيث تختلف طريقة الموت فقط. وهذا الموضوع الذي ندر التطرق إليه في السابق تعيد الكاتبة إحياءه في كتابها هذا، لتستعيد شجرة العائلة، ومعها ذلك الإحساس بالانتماء الذي افتقدته طيلة حياتها، هي التي كانت تعتقد أنه لا تاريخ ولا أصل لها، ولكنه تاريخ عبّدته جماجم التوتاليتاريات.