لغة الفيلسوف “أوشو” لغة لا يُمكن تكرارها، ومع أن محاضراته كانت بسيطة وقليلة الكلمات ولكنّها كانت مليئة بالمعاني العميقة بعيدة الحدود. لهذا السبب قد لا نستطيع أن ننقل بترجمتنا كلّ الموسيقى التي كانت تملأ كلماته، ولكن هذا لم يمنعنا من الحفاظ على المعاني الخارجية بحذافيرها، وعلى الفكرة بسطحها الظاهر، ممّا أدى أحياناً إلى تهديم العمق الكبير للمعنى الروحي الذي كان يُعبّر عنه الفيلسوف “أوشو” بكلمات قليلة جداً. هذا يضطرني للاعتذار من القارئ الكريم عن أيّ فشل في التعبير عن تلك الأفكار العميقة في روحانيتها التي كانت تنبع من قلب مليء بالنور. لقد كان “أوشو” يتكلّم في عمق صمته بالكثير ممّا لا يُمكن صياغته في كلمات كما كان يتحدث طلابه.
كيف يُمكن حقيقة للكلمات أن تُوصل تلك الرسالة التي لا يُمكن التعبير عنها بكلمات؟ ما الذي نستطيع أن نقوله عن المُعلّم الروحاني العرفاني؟ لقد كان محتوى الرسالة التي كان يريد هذا المُعلّم ايصالها فوق مستوى الكلمات، وكانت تستدعي لفهمها أن يترك الإنسان تفكيره والأمور المنطقية ليُصبح فارغاً من الداخل، ممّا يسمح للإنسان أن يتخلص من الشروط التي يضعها هو أو يضعها غيره لحياته، ويسمح له أن يتخلص من الانتظار والتمنّي، الأمران المرتبطان بالأنا المزيفة، ويجعل العرفان الذي يُحاول المُعلّم الروحي أن يُوصله شيئاً قريباً وملموساً لنا. “أوشو” وكلّ المُعلّمين الروحيين قبله يُريدون جعلنا أوأني فارغة قادرة على قبول تلك الأبدية الروحية، التي لا يُمكن التعبير عنها بكلمات والتي يستمتعون بها هم أنفسهم.