من عاداتنا في المشرق العربي أن نستقبل نهارنا بفنجال قهوة، ونحتفل بختام يومنا بفنجال قهوة بأنفاس القهوة الحارة نلاقي أحبتنا، وضيوفنا، وبعبق بهارها نودّعهم. بحضرتها تتهادى الأفكار والآراء… وهي المشروب الأول في البوادي خاصة، والأرياف عامة، والمدينة أيضاً… هي شريكتنا في ومضة الفكر، وفي ولادة القصيدة، وفي لمحة اللوحة… وفي تحليق اللحظة المبدعة.
ومحمود مفلح البكر يقدم من خلال هذا الكتاب صورة، وبقدر الإمكان صورة شاملة عن “القهوة العربية” منذ بدايات انتشارها، وما صاحب هذا الانتشار من عقبات، وما يتعلق بها من عادات، ومعتقدات، وأفكار، وقيم كانت ذات يوم الدستور الذي يحكم العلاقات الاجتماعية، والإنسانية التي ما زالت عميقة التأثير في هذه المجالات.