الفضاء المعلوماتي.. عنوان أحدث كتاب صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية لمؤلفه الدكتور حسن مظفر الرزو، ويعد الأول من نوعه على طريق تحليل ماهية الفضاء المعلوماتي، بهدف السعي إلى تكوين صورة واضحة المعالم عن هذه البيئة الجديدة التي أصبح مصيرنا ومستقبلنا مرهونا بقدرتنا على التعامل معها، من أجل اعادة تشكيل مفردات منظومتنا التقنية والثقافية والاجتماعية في عصر السماوات المفتوحة وثورة المعلومات على نطاق واسع.
ومؤلف هذا الكتاب يعد من أهل التخصص والتميز في مجاله، فهو مدير مركز بحوث المعلوماتية والصناعة البرمجية في كلية الحدباء الجامعة بالعراق.
والكتاب يقع في حوالي (500) صفحة من القطع الكبير، ويضم بين دفتيه ثلاثة أقسام رئيسة، ومقدمة وخاتمة وقائمة بالمصطلحات المعلوماتية والمراجع العربية والأجنبية، اضافة إلى قائمة الجداول والأشكال الواردة بالكتاب، وكذلك خلاصة للكتاب ومضامينه.
يضم القسم الأول (مفاهيم علمية وتقنية في الفضاء المعلوماتي) أربعة فصول هي: المعلومات محاولة أولية لتحليل الماهية، ماهية الفضاء المعلوماتي، المستودعات والمواد الرقمية والموارد الرقمية في الفضاء المعلوماتي، معمارية الفضاء المعلوماتي وبنيته الداخلية، أما القسم الثاني (الفضاء المعلوماتي وأبعاده الانسانية) فيشمل الفصول الخامس، السادس، السابع، التي يتناول فيها المؤلف: اشكاليات مستوطنة في الفضاء المعلوماتي، وفيها اشكالية الهوية، حدود الخصوصية والكتمان في الفضاء المعلوماتي، اشكالية «الشر المعلوماتي.. ثم مجتمع الفضاء المعلوماتي (المجتمع الشبكاتي)، والمدخل إلى علم نفس الفضاء المعلوماتي، وفيه يناقش الكتاب الجوانب النفسية لبيئة الفضاء المعلوماتي، الكينونة في الفضاء المعلوماتي، هل سيكون الفضاء المعلوماتي بديلا عن الحلم؟! تحليل الانحرافات السلوكية على الانترنت، والعلاج النفسي في الفضاء المعلوماتي كيف يكون؟
وأما القسم الثالث (الفضاء المعلوماتي العربي) واحتوى على ثلاثة فصول هي (جاهزية الدول وتفاعل المواطنين) ويتناول خمسة موضوعات: معمارية الفضاء المعلوماتي العربي، مجتمع المعلومات العربي، جغرافية المواقع العربية على الفضاء المعلوماتي العربي، ومحركات البحث العربية والمحتوي العربي على الانترنت.
ثم (الانترنت بين الاعلام واللغة) وفيه يعرض الكتاب إلى الخطاب الاعلامي على الانترنت، ودور اللغة في الفضاء المعلوماتي، وأخيرا (معوقات تطور الفضاء المعلوماتي) وذلك من خلال: الفجوة المعرفية الرقمية في الوطن العربي، وسياسات الحظر على مواقع الفضاء المعلوماتي.
ويوضح المؤلف في مقدمة الكتاب أن الفضاء المعلوماتي يسعى إلى محاكاة الفضاء الفيزيائي التقليدي ضمن بيئة الكترونية رقمية تحتوي المفردات التي يتطلبها الكيان الجديد، ويسري في هذا الفضاء الرقمي سيل متدفق من النبضات الرقمية التي تنبعث من حشد هائل من الأدوات المعلوماتية والرقمية التي باتت تستوطن جميع بقع عالمنا العربي المعاصر.
ومن ثم تأتي أهمية هذا الكتاب فيما يقدمه من دراسة ومعالجة معلوماتية/ معرفية لمسائل متعددة تتعلق بالفضاء المعلوماتي عندما ننظر اليه بوصفه كيانا وجوديا متكاملا أفرزته البيئة الرقمية الشبكاتية في عصر المعلوماتية، إلى جانب تحليل مكونات هذا الفضاء، والقاء الضوء على الكثير من المسائل الشائكة التي ظهرت في تربته الرقمية.
ولهذا نجد المؤلف يقول: لكي نعمق فهمنا لماهية الفضاء المعلوماتي وطبيعة الارتباطات التي يقيمها مع نسيج حياتنا المعاصرة، وعلى كافة المستويات، نجد انه من الضروري تحديد ماهية المعلومات نفسها.
ومن ثم فلابد من اعادة قراءة دلالة مصطلح المعلومات وتحديد معالمه، لكي نستطيع ارساء فهم أفضل للفضاء المعلوماتي الذي استمد مادة وجوده من دلالة هذا المصطلح.
ولكن المشكلة التي يطرحها الكتاب هي اختفاء الكثير من المظاهر السلوكية التي كانت تملأ حياتنا بدفء العاطفة / الصلة / مع الغير، فلم يعد بسبب ذلك الفضاء المعلوماتي- بامكاننا ان نتصافح مع الذي يجلس قبالتنا، ولا نستطيع ان نضم إلى صدورنا صدور أصدقائنا، بعد أن تسللت – بهدوء – جميع العواطف والأحاسيس من بيننا، فغاب عناق الأرواح والأبدان، وبدأت البرودة تسري في أوصالنا بدلا من الدفء الذي كنا نستشعره مع الغير وجها لوجه.
حيث بدأ النص (لغة الخطاب) يؤدي دورا جديدا في التعبير عن هذه الأحاسيس التي تغزو أجسادنا عندما نتعامل مع الاخر (من خلال شبكة الانترنت هذه) وبدلا من اللغة المنطوقة ولغة أعضاء الجسد التي تسعفنا عندما لا يسعفنا الكلام بعبارة تعبر عما يجيش في نفوسنا، إذ اصبحت الأدوات المعلوماتية السائدة في الانترنت، مثل: البريد الالكتروني، والدردشة، والتخاطب الفوري، كلها أنماطاً سائدة للاتصال بالغير عبر الفضاء المعلوماتي!!
وهكذا يكشف لنا المؤلف – محذرا ومنبها ايضا- عن ان غياب ظاهرة الاتصال (أو التلاقي) وجها لوجه مع الاخر (المخاطب) ستحمل معها آثارا جانبية (سلبية) غير مسبوقة على مظاهر السلوك التي تعود الانسان استخدامها للتعبير عن ذاته، وترسيخ معالم هويته، أو بالاحرى مشاعره وانفعالاته الوجدانية) المطمورة في ظل هذا الفضاء المعلوماتي. كما أن الاقتصار على الاتصال الرقمي مع الغير عبر النص المطبوع، سيجعلنا أسرى النص المدوَّن عندما نحاول التعبير عن ذواتنا وعمّا يجول بخواطرنا.
الفضاء المعلوماتي
0.00$
المؤلف: | د.حسن مظفر الرزو |
دار النشر: | مركز دراسات الوحدة العربية |
المتوفر في المخزون 1 فقط
التصنيف: دراسات و أبحاث
الوسوم: الفضاء المعلوماتي, د.حسن مظفر الرزو, مركز دراسات الوحدة العربية
منتجات ذات صلة
نفذت الكمية
0.00$
الكتب العربية
0.00$