هناك مفاهيم يصعب تعريفها رغم شعورنا بأنها لا تحتاج إلى تعريف لإيضاح معناها، مثل “الحدس” أو “الحب”. لكن في المقابل، هناك مفاهيم يسهل تعريفها رغم شعورنا بقصور التعريف في إيضاح معناها، ومفهوم “العلم” ينتمي إلى هذا النوع الأخير. نلجأ إلى المعجم لتحديد معنى كلمة، لكن المعنى في ذاته لا يكفي للكشف عن ماهيّة ما تشير إليه أي كلمة. بعبارة أخرى أكثر تحديدا، التعرّف على معنى كلمة “علم” يُسهم في مساعدتنا على كيفية استخدامها، لكنه لا يسعفنا في الوقوف على جوهر العلم بوصفه أداة معرفية، وهذا الكتاب إنّما جاء لسد هذا القصور.
هذا كتاب لكلّ قارئ ينعم بنعمة الفضول العلمي، وسيجد فيه ما يُغذّي هذا الفضول ويدفعه إلى التفكير، وليس ثمّة ما يستحقّ التفكير فيه أكثر من العلم وما يطرحه من تساؤلات.
العلم أدواته وجذوره وفلسفته
فهد راشد المطيري