أعادت النسوية تعريف مسلمات وحقائق ومفاهيم مركزية مثل: الإله الإنسان المرأة السلطة المعرفة الأسرة الحرية الجسد الزواج الجنس، والقانون. وتمددت من الفكر إلى السياسة، ومن الفن إلى التعليم، ومن القانون إلى الطب، ومن النصوص إلى الوعي الجمعي.
لقد بدلت النسوية وجه العالم، لا اصطلاحا أو مجازا، بل تفكيكا وإعادة تشكيل عنيفة، تتسارع بلا ضابط، وتفرض على المجتمعات كما تفرض قوانين الجاذبية، دون حوار أو تفاوض
في هذا الكتاب، نتناول صورة العالم قبل النسوية وبعدها، وكيف أن النسوية قادت، عن قصد في أحيان كثيرة، أوسع عملية هدم وتفكيك لقواعد البشرية الراسخة الفطرة، والدين، والأسرة واللغة والهوية، والحب، والجمال، وحتى “الحقيقة” نفسها، وكأنما أعادت البشرية كتابة مفاهيمها الأولى.
فحين ننظر إلى الوراء، بعد أكثر من مئة عام على انطلاق المشروع النسوي يبدو المشهد أقرب إلى أنقاض مدينة قوضت أعمدتها الأساسية. خلال قرن مضى لم يكن تحريرا ، بل تدميرا منهجيا لأقدس ما في الإنسان، إذ لم يعرف التاريخ الحديث حركة اجتماعية استطاعت أن تعيد تشكيل كل مناحي الحياة الإنسانية في أقل من قرن، كما فعلت النسوية.
لقد تحولت النسوية من حركة اجتماعية تدعي رفع القيود عن النساء، إلى منظومة فكرية أيديولوجية تقيم قطيعة مع الفطرة والنواميس الطبيعية. فقد تطورت المطالبات النسوية، على مدار عقود إلى تغيرات ديموغرافية واجتماعية جذرية كان لها تأثيرات قاسية على بنية المجتمعات وهيكل العالم.
نرصد في هذا الكتاب أهم الملفات التي تكسر بنيانها تحت مطارق “الحركة النسوية”، ونستعرض أرقامًا وثقتها مؤسسات علمية وحكومية موثوقة، تلقي ضوءا صارخا على حصاد قرن من الدموية والتدمير والتفكيك النسوي.
ومن خلال ستة سيناريوهات نحلل المستقبل المتوقع للحركة النسوية في ظل الموجة الخامسة القادمة، وكيف ستكون رؤيتها للعالم، وكيف سيتعامل العالم معها.
العالم قبل النسوية وبعدها الحركة التي غيرت العالم – حسن قطامش
