ما توخيت من ترجمة رسائل الشاعر الفرنسي أرتور رامبو (1891-1854) أن أكون أمينا بصورة تامة لها، هي التي تفوق حجمًا نتاجه الشعري، وتتوزع على فترة زمنية أطول من الفترة التي كتب فيها الشعر، وما سعيت إلى هذه الترجمة حبا بإتمام ما يعرفه القارئ العربي عن الشاعر الملعون….
عندما قرأت هذه الرسائل لأول مرة تألفت معها بسرعة، لأنها، قبل كل شيء، رسائل التيه والغربة، أي البحث والتعبير عن الجذور بعيدًا عن طمأنينة الإقامة فيه، أي البحث عن أجوبة “جديدة” لأسئلة قديمة”، أي العيش خارج الأجوبة المطمئنة والمنغلقة. هذا ما عجز عنه رامبو : عاش في الغربة من دون أن ينفتح عليها. نظر إلى الشرق من دون أن يراه، بل رفض التعايش معه منغلقا، مأسورا في حبائل خيبته الكبرى. كَمَنْ ينفذ طوعا حكم الأشغال الشاقة حتى الموت.
العابر الهائل بنعال من ريح – رسائل آرثر رامبو
