المستشار تاج الدين، عمَار البركس، شاكر، أحمد، آدم.. الطاووس الأسود..
لم تكن مجرد أسماء أو صفات، بل أقنعة متعددة لوجه واحد، ولكل منها مكانه وزمانه ووظيفته المحددة بدقة. أما صاحبها، الرجل الغامض ذو العينين البراقتين مثل عيني قط، كان يؤمن بفكرة تناسخ الأرواح وعبورها للأزمنة والأجناس والحضارات، وبأن النفس البشرية مستعمرة معقدة يسكنها سكان متنوعون ومتنافرون وبأن الجسد الذي تسكنه محض جثة تعبر فوقها الأرواح.
لهذا كله، سعى التنظيم العقائدي الذي سيحكم البلاد باسم الله إلى تجنيده وتطويع مواهبه العظيمة لخدمة المشروع المقدس. لقد كان الطاووس الأسود ضحية مثلما كان جانيًا في الوقت نفسه. قتل كثيرًا من الناس باسم الله، ومات هو نفسه كثيرًا أيضًا، لكنه كان يعود إلى الحياة في كل مرة بقناع جديد واسم آخر ووظيفة صنعتها العائلة السياسية.
في كل حيواته الحقيقية والزائفة لم يحلم إلا بشيء واحد. الحب.