«نحن معشر الكتاب أناس حساسون للغاية، نشعر بالضّيم وبالألم حين يهاجمنا أحد بدون وجه حق. لكن الكاتب الحقيقي يجب أن يشعر بالضّيم أيضاً، وبدرجة ليست أقل حين يقوم أحدهم بمديحه من دون وجه حق أيضاً». من دفتر اليوميات
يقودنا الكتاب إلى تلمس عوالم حمزاتوف والتعرف على أسلوبه الخاص، والغوص في مواضيعه الغنية المتعددة، من «أغنية في الحب، تمني، لوجه الحقيقة، خمس مواعظ، إلى شاعر شاب، أحبك يا شعبي الصغير، نقوش على شواهد القبور، نقوش على صخور الجبال، زخارف من الكتب.. الخ».
وفيه أيضاً يقول الشاعر المخلص للقصيدة، موضحاً بشكل مباشر، عن نفسه: «لدي الآن صنفان من الشَعر في رأسي (في دلالة على أن جزءاً من شعره قد ابيضّ من الشيب)، لكن يصعب علي القول متى ولدت؟ ربما حين قمت أنا، ابن الأحد عشر عاماً وقبل أن أعرف استعمال حزام البنطلون ولم أكن قد امتطيت الجواد بعد، بكتابة أول قصيدة.. أو في ذلك اليوم الذي ظهرت أول قصيدة لي في جريدة الحائط في المدرسة. أو ربما أنا ولدتُ في عام 1943 حين قامت دار نشر داغستانية بطباعة ديواني الشعري الأول.. بغض النظر عن يوم ولادتي، فاني اعتبر أن ولادتي الحقيقية ترتبط بشكل وثيق مع ولادة أشعاري. فحياتي تبدأ مع القصيدة وهي مكرسة لها حتى النهاية».
نجد في الكتاب أيضاً نبذة عن حياة رسول حمزاتوف(1923- 2003)، الذي ولد في داغستان، وأبوه هو شاعر الشعب الداغستاني، حمزة تساد أسا. عمل مدرساً بعد تخرجه من معهد التربية الآفاري. ومساعد مخرج في المسرح الآفاري الحكومي، ثم مراسل ورئيس قسم في جريدة «بلشفي الجبال» ومحرر برامج راديو داغستان باللغة الآفارية. تابع تعليمه في معهد غوركي للآداب في موسكو بين عامي (1945-1950)، وبعد تخرجه تم تعيينه رئيساً لاتحاد كتاب داغستان.
بدأ حمزاتوف كتابة الشعر في التاسعة من عمره. وأصدر أول مجموعة شعرية عام 1943، وكتب في الشعر والنثر والأدب الاجتماعي، وفي مختلف اللغات، ومن أعماله: (قلبي في الجبال، النجوم العالية، حافظوا على الأصدقاء، الغرانيق، حكايات، عجلة الحياة، عن الأيام العصيبة في القوقاز، داغستان بلدي، احكم عليّ بقانون الحب) وغيرها. وتم تحويل الكثير من أشعاره إلى أغان، وجرى تلحينها. حصل على أوسمة وجوائز كثيرة في روسيا والعالم. يقع الكتاب في 165 صفحة من القطع المتوسط.