قد يسأل كثيرون، كيف لدولة هي الأكثر تعدادًا في العالم وهي الصين، أن تجعل من الإنترنت ووسائطه المتعددة، سلاحًا فعالًا للحد من الفقر؟ في حين يمثل الحد من الفقر رسالة مشتركة تسهم فيها البشرية جمعاء، باعتبار الفقر مشكلة تتخذ طابعًا عالميًّا، حيث يعد مصدرًا رئيسيًّا للكثير من الأزمات مثل الصراعات الإقليمية، والتدهور البيئي، والركود الاقتصادي، وانتشار الإرهاب، وغيرها. وقد حققت الصين طفرة كبرى في مجال الحد من الفقر خلال شبكة الإنترنت في عصر المعلومات؛ وهو ما يمثل تطبيقًا عمليًّا فعالًا لنواتج ابتكارات شبكة الإنترنت ومخططات الحد من الفقر على نحو سواء.
وهذا الكتاب يجيب عن الكثير من الأسئلة التي تشغل المهتمين في مجالات التحديث التكنولوجي والتحول الذكي للقطاعات العامة والخاصة، والتنمية عبر التكنولوجيا، والحد من الفقر بوجه عام، حيث يكشف العديد من إجراءات الحد من الفقر من خلال الإنترنت في الصين، بما في ذلك مشروعات ربط القرى عبر الإنترنت، وتشييد طرق المعلومات، ودفع حركة التجارة المباشرة والإلكترونية بين الريف والمدن، والتغلب على مشكلات التعليم بالقرى عبر الإنترنت، وكذلك يطرح ويفسر عددًا من الاصطلاحات ذات الصلة ومنها “تحوُّل الفراشة” للريف، و”التكنولوجيا السوداء”، وغيرها، ليكشف أسرارًا تمثل منهجًا مهمًّا للحكومات الساعية لتنمية مجتمعاتها.