آذن “الربيع العربي” بحدوث تغيير جذري في الشرق الأوسط، وجعل الحركات الإسلامية تتبوّأ مقاعد السلطة، بعدما كانت تعمل سابقاً في الخفاء. فحقّق “الإخوان المسلمون” نصراً كاسحاً في مصر، وظهر لهم دور رئيسي في الساحة السياسيّة الناشئة في ليبيا، ووجدت “حركة النهضة” نفسها تقفز إلى دائرة السلطة رئيساً للحكومة الائتلافية التونسية.
مع ذلك، بدت إدارة هذه البلدان، في خضم تحوّلات صعبة ومؤلمة، أمراً بالغ الصعوبة على هذه القوى؛ فأُطيح بـ “الإخوان المسلمون” في مصر بصورة دراماتيكية، وأُضعِفت قوّتهم في ليبيا. وفي تونس، دبَّرت “حركة النهضة” لنفسها الانسحاب من الأزمة، لكنّ إخفاقها في تحقيق آمال شريحة كبيرة من المجتمع التونسي أضرّ بمصداقيتها.
تقدِّم بارجيتر، بالاعتماد على مقابلاتها مع كبار أعضاء “الإخوان المسلمون” و”حركة النهضة”، تحليلاً مقارناً لحركة “الإخوان” في شمال أفريقيا، وتشرح عواقب سقوطها على المنطقة، وعلى المشروع السياسي الإسلامي الكبير.