الأسد الصراع على الشرق الأوسط

من نشأة حافظ الأسد الريفية والبيئة الاجتماعية والعائلية التي نما فيها ، من سيرته التي زخرت أولى صفحاتها باهتمام سياسي والتزام حزبي مبكر ، من انخراطه في المناخ السياسي العام الذي ران على بلاده والوطن العربي ، من مركزه العسكري والأبواب السياسية التي فتحها وآخرها تحويل سورية إلى رقم صعب في المعادلات الإقليمية والدولية ، تتوالى فصول في تاريخ بلاد قيل عنها إنها مفتاح المنطقة كلها ، بل مفتاح أسيا واللاعبين الكبار الذين تتعلق مصائرهم بمصائرها .كتب باتريك سيل مرجعا أساسيا تناول فيه مسيرة الأسد قبل توليه الحكم وبعده . وأهمية مرجعه هذا أنه يستند إلى أحاديثه ومقابلاته الشخصية الكثيرة معه على مدى السنين ، وإلى مقابلات مع شخصيات بارزة سورية ولبنانية ومصرية وأميركية ، وضابط استخبارات إسرائيلي فضل عدم الكشف عن هويته ، أفضت جميعها إلى معلومات قيمة عديدة تلتقط نبض الواقع الداخلي في سورية والصراع بين السلطة ومعارضيها والبنى التي تتحكم بصناعة القرار ، وتنقل حقيقة الصراع بين الأسد وخصومه الإقليميين والدوليين.
جمع باتری سیل مادة كتاب تستقي الحدث من قلب صانعيه ، وصاغ هذه المادة بأسلوب حي يترجم الواقع بعمقه وأبعاده.
"الأسد والصراع على الشرق الأوسط " وثيقة تاريخية وسياسية تعكس دراماتيكية القدر الذي نصب نفسه سيداً مطلق الصلاحية على سورية بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام ، قدر الصراع الذي لا يتوقف ولا تسكن عواصفه.
قالها الأسد للمؤلف في ختام كتابه .. " الصراع ما زال مستمراً " .. كلمة ختام هي ذاتها كلمة البدء ، وكلمة السر .