ادوارد سعيد الهجنة، السرد، الفضاء الامبراطوري

يشكل هذا الكتاب قراءة نقدية في فكر “ادوارد سعيد” يقدمه نخبة من الأساتذة والمفكرين، في البداية يفتح الدكتور اسماعيل مهنانة باب التسآل الفلسفي حول فكرة الهجنة والفتوحات النظرية لفلسفات ما بعد الحدائة، والتي شكلت فكر “سعيد” ويجترح طريقاً في التفكير معه بدل تقويله أطروحات جاهزة، ليفتح في الأخير فكرة الهجنة على إمكاناتها اليوتوبية الهائلة، وفي نفس المسعى يكشف لنا الباحث “لونيس بن علي” ملامح إشكالية الهوية، ونقد الخطاب الاستعماري في فكر “سعيد” ويربو بنا إلى عتبة الدخول إلى هذا الخطاب من سؤال المنفى، أي من تجربة أليمة إلى مصدر لانبثاق الوعي الثقافي المضاد؟كي يبحر بنا المفكر العراقي “عبد الله ابراهيم” في تفكيك اشتغال السرد والتمثيل في تشكيل خطابات الهوية في الفضاء الامبراطوري، ويتابع التأثير الكبير الذي أحدثته كتابات سعيد في تغيير الرؤى والاتجاهات البحثية في الغرب، لكي يواصل الدكتور اليامين بنتومي تفكيك الانطواوجيا المغشوشة للسرد ما بعد الكولونيالي، متخذاً من المتن الروائي الجزائري نموذجاً لتطبيق نظرية إدوارد سعيد، ويواصل الأستاذ عمر بوجليدة فيحلل فكرة الهجنة في علاقتها بالسرديات العنصرية من جهة والفكر المقاوم من جهة أخرى، لكي يكشف عن طرافة المتعدد المنفرد الذي عاش هوية منفى مركب أو منفى داخل المنفى… تجربة الانتماء القلق الذي يمازجه الرفض… أما الأستاذ بشير ربوح فقد راح يحلل لنا نموذج المثقف العضوي الذي يطَوره “سعيد” عن تصور “أنطوان غرامشي”، لكي يكشف عن لعبة المسافات والانخراطات التي، أصبحت الثقافة المعاصرة تفرضها على المثقف…، وفي دراسة بعنوان :”الطباقية التي يجترحها “سعيد” انطلاقاً من “الطباق” أو التآلف الموسيقي؟ إلى الطباق السردي بين الرواية الامبريالية ورواية العالم الثالث إلى الطباق في مفاهيم الأمة والهوية القومية في العالم الثالث.