ولكنها لم تستسلم طويلًا لهذه الدوامة الهائلة من الخواطر الممزقة التي تمر بها سحب الجراد على الشجرة الخضراء لتتركها جرداء يابسة.. وأحست بنفسها تقاوم خواطرها كأنها تقاوم تيارًا جارفًا لا قبل لها به.. وانكفأت على وجهها تضرب وسادتها بكفيها وتضرب الفراش بقدميها وكأنها تطرد من حولها فئة من الشياطين اجتمعت عليها لتقودها إلى بحر الجنون.
وانتفضت واقفة، وأخذت تروح وتجيء في غرفتها وأقدامها لا تكاد تستقر على الأرض كأنها تخطو فوق لسع النار.. ثم وقفت أمام مرآتها.. ونظرت إلى نفسها طويلًا..