أن يُخلق الإنسان في مكان ما، وزمان ما، فهذا قدره، إما أن يستسلم أو يرفض فهذا خياره، فدائماً ينبثق من بين الظلمة نور، نور أولئك المثقفين الذين حملوا راية الحرية، فكانوا نبراساً يهتدي به الناس وشعلة نور تضيء درب المظلومين، هكذا كانت الكاتبة والأديبة الإيرانية “آذر نفيسي”، في عملها الرائع الذي خطته على شكل سيرة ذاتية تحت عنوان “أن تقرأ لوليتا في طهران”.
كان دافعها لذلك العمل أنها عاشت في ظل ثقافة لا تقيم أي وزن للإبداع أو التميز فكانت ناقدة لاذعة لحكم الملالي، وتلك الأنظمة الشمولية، التي أصبح الرقيب فيها نداً ينافس الشعراء والأدباء في إعادة تشكيل الواقع ليبتكر نموذجاً لإنسان مزيف خاضع من صنع خياله تقول: “فهذا بلد يؤول كل إيماءة تأويلاً سياسياً أياً ما كانت تلك الإيماءة خاصة أو شخصية”.
فهم يجدون بأن ألوان إيشارب رأسي، وربطة عنق أبي تمثل رموزاً للانحلال الغربي وللنزعة الإمبريالية. بعد استقالتها من الجامعة أطلقت العنان لنفسها لتُعبر هي ومجموعة من الطالبات عما في داخلهن من رفض واستكانة، فاختارت سبعة منهن لتخوض معهن نقاشات في الأدب، لأن الأدب برأيها من مهمته كشف الحقيقة.