تدور أحداث رواية “أنطونيو الجميل” في مدينة كتانيا الصقلية، المدينة التي تبدو فاشية حتَّى النُّخاع، حيثُ لا صوت يعلو على صوت إثبات الرجل فحولته عمليّاً مع المرأة. يتحوّل أنطونيو، الشَّاب الوسيم الذي كان محطّاً لاهتمام النساء، وحسد الرجال، وقد رُوِيَتْ عنه حكايات الغرام الكثيرة، قبل أن يغدو فريسةً لنظرة المجتمع المنتقدة دائما بعد اكتشاف عجزه الجنسي. وهكذا تصبح عائلته، التي تستقبل تصريح والد الزوجة باربرا، بأن ابنته ظلَّت عذراء كما خرجت من منزله، وطلبه اعتبار الزواج كأنه لم يكن؛ ككارثة حقيقية. ثم يأتي إذعان الزوجة لرغبة أُسرتها، وزواجها بعد الطلاق بآخرٍ أكثر ثراء ونفوذاً، ليزيدَ من أزمة أنطونيو!
هذه واحدة من الروايات المؤسسة في الأدب الإيطالي والتي صدرت في أوج حركة “الواقعية الجديدة”، التي كُرِّسَت رواياتها لتجربة كُتَّابها الشَّخصيَّة ومُعاناتهم تحت حُكْم الفاشية، إلَّا أن رواية برانكاتي تسيطر فيها نزعة الزّهوّ الذكوري على أُفق الفاشية التَّاريخيِّ والإيديولوجي بشكل مباشر، حين تنتقل نظرة برانكاتي من الحياة العائلية إلى الحياة العامَّة، من منازل البرجوازيِّيْن إلى مراكز النفوذ السِّياسيِّ، ومن المشاعر والرغبات الشَّخصيَّة إلى التاريخ الإيطالي والأوروبي بين عامَي 1930 و1943