بقيت علاقة الرجل بالمرأة إحدى التساؤلات الكبرى في ذهن كل الباحثين على وجه الأرض ، لما تحتمله من تصورات خيالية وأسطورية وعلمية ، والتي تمتزج جميعها لمعرفة أسرار الإبتكار الأول لنشوء الأسرة .
وبقي المفهوم الجديد للأسرة يصطدم في كل مراحله وتطوره حتى اليوم بالمفهوم القديم لها . أي إن مضمون العائلة بعد كل ما جلبته الأساليب المعاصرة والحديثة ظل مرتبطاً بشكل وأسس العلاقات العائلية القديمة . فظلت هذه الثنائية المتناقضة سمة صميمية في هوية العائلة عبر التاريخ . وفي تطور حدة هذا التناقض بكل ارتباطاته الاجتماعية والإقتصادية تمّ اختيار الرجل في مسيرة هذه التحوّلات ، ليكون المشرّع والحاكم والمنفذ لها . فاستخدم الرجل كل ما يمكنه لتشخيص دوره ومكانته المتميزة في التاريخ ، وبعد سيطرته وتحكمه بقوى الإنتاج ووسائلها ، بدأ يسن شرائع جديدة تحكم علاقة المرأة بالرجل ، وسنّ قوانين تحفظ إرث الأبناء ، وغيرها من القوانين الكثيرة الأخرى التي كرّست سلطة الرجل بشكل مطلق .
وبدأت المرأة فعلاً تفقد الكثير من مزاياها في المجتمع القديم ، ليس في دورها ومكانتها القيادية فحسب ، بل في كينونتها وحريتها وإنسانيتها ، وأصبحت في إحدى المراحل أداة ووسيلة للهو والعبث لا غير .