أركاديا تصحو عرفت منذ اللحظة الأولى أنه حلم كانت مستلقية في سريرها ، وكان السرير وسط غابة ، وثمة أوراق لحمية تنقط رذاذا كأنه مطر ، وقد تفتحت أزهار الأوركيدا في الظلمة ، وراحت عيون الأزهار اللامعة تراقبها . كانت قشور الثمر تخفق في الظل كأنها رئتان تنتفخان ثم تنحسران . هبت نسمة هواء دافئة ، تخللت الشجيرات ، وداعبت شعرها فوق كتفيها العاريين . كان المشهد يفتقد إلى شيء ما ، اتضح لها ، بعد وهلة ، أنه أصوات الحيوانات . خيم السكون الغريب على تلك الغاية ، ولم يسمع سوى خشخشة القشور الرئوية المنتفخة وحشرجتها ، في حين خرج من بين الأوراق صرير وزقزقة . احتاجت إلى أكثر من لحظة حتى أيقنت أن تلك هي أزهار الأوركيدا ، التي يحكي بعضها البعض تحرك شيء من وراء الأشجار الأمامية ، ومر خيال أسود عبر الشجيرات بهدوء وخطوات خفيفة . راقبته روزا ، وانتظرته لأنها عرفت أنه كان يقصدها . فوجئت برشاقته عندما اقترب منها . انحل كبقعة حبر بين الظلال ، وتبخر في الضوء ثانية على هيئة فهد . قام بدورة حول السرير منكمشا على طريقة السنوريات وما أن وصل إلى قدميها حتى ظل واقفا ، ووضع كفه الأسود على الشرشف الأبيض ، صارت ازهار الأوركيدا تتهامس بسرعة على نحو هائج.
منتجات ذات صلة
قصص و روايات مترجمة
0.00$
قصص و روايات مترجمة
0.00$
الكتب العربية
0.00$