تاقـت النفـس إلى صقـل مـا لـعلـه كان باقيـا بهـا مـن إثـارة مـن علـم النفـس وإحيـاء مـا درس مـن معالمه، فوجدت في الأصـل الإنجليزي لهـذا الكتـاب ضالتهـا وغنيتهـا. ذلـك أنـه يجمـع إلى الإيجـاز الشـمول والدقـة، ويحيـط بموضوعـه إحاطة تبلغ الغاية ولا تتجاوز المراد… لم يقتصر أمـر الكاتـب في هـذا الكتـاب عـلى مجـرد النقـل وتكديـس المعلومـات، بـل كان ككل كاتـب أتقـن مـادتـه وهضـم فكرتـه يدخـل في الموضـوع بآرائـه مناقشـا باحثـا منقبا.
وقـد أعجبني في الكتـاب حـسـن تقسيمه بين الموضوعات وتوافـق المتسع المحبـوس لـكـل جـزء مـع أهميته، وسهولة عبارتـه وتبسيطه لمادتـه بصـورة تجعلـه صالحًـا للقـارئ العادي.