العنف السياسي في العراق المعاصر

تنبع اهمية الدراسة من كونها تعالج موضوعاً حيوياً يتمثل في زيادة ظاهرة العنف السياسي بانواعه ، وصوره المختلفة بشكل تصاعدي بعد العام 2003 ما أدى الى عدم استقرار العملية السياسية في البلد، وتدمير للبنى التحتية وفساد وانهيار لمنظمات القيم الاجتماعية التي أدت جميعها الى حالة عدم الاستقرار السياسي الاقتصادي والاجتماعي .
وسنحاول من خلال هذه الدراسة تقديم تحليل يتضمن أبعاد وآثار هذه الظاهرة والآثار الناجمة عن العنف ، ورصده على نحو يقدم خريطة شاملة، واذا كانت ظاهرة العنف السياسي في العراق المعاصر هي النتيجة المجتمعية الشاملة التي يعانيها العراق اليوم وآثارها السلبية تصل الى تهديد الاستقرار السياسي والوحدة الوطنية للعراق ولا سيما بعد ان أصبحت ظاهرة العنف السياسي قنبلة قد تفجرت داخل المجتمع العراقي فأنها الآن تؤثر وبشكل بالغ السلبية على مستقبله.
وليست هذه الدراسة سوى محاولة لدراسة ظاهرة معقدة وعالمية عرفتها المجتمعات البشرية كافة بدرجات وأشكال متباينة، وبصور متعددة، ويتمثل هذا التباين والاختلاف في الاسباب الحقيقية والجوهرية لهذه الظاهرة (العنف) ، وفي وجود الاساليب والآليات الفعالة للتعامل مع هذه الظاهرة من عدمه، ومن ثم فالعنف ظاهرة ليست سمة لصيقة بمجتمع معين دون غيره أو بدولة دون سواها. فهي ظاهرة مركبة متعددة الاشكال متداخلة الأسباب.
ونظراً لتعقد الظاهرة، وتعدد متغيراتها، زأسبابها فقد تعددت الافكار والنظريات في تفسير العنف وتعريفه. فقد اسهم في تفسير هذه الظاهرة دارسو العلوم السياسية، وعلم النفس الاجتماعي ، والاقتصاد ، والقانون، عامة والمتخصصون في دراسة المناطق ومنها الشرق الأوسط خاصة.