الأزمة المالية العالمية وأزمة الرأسمالية

كثرت التعليقات حول انعكاسات أزمة الاقتصاد الأمريكي والعالمي ، وربما أكثرها لم يلامس صميم الأزمة ماعدا التقرير الذي أوردته المجلة الأمريكية الساخرة أونيون في 14 يوليو 2008 ، وكان عنوانه : وباء الكساد المتفشي في الأمة يتطلب الإستثمار في فقاعة جديدة . وكما نبّهت هذه المجلة قراءها بطريقة تهكمية ساخرة ، بأن الاقتصاد الأمريكي لن يبقى على قيد الحياة بمجرد وجود استثمار سليم . إن الطلب على فقاعة استثمارية جديدة بدأ منذ شهور مضت عندما انفجرت فقاعة الرهن العقاري مخلفة وراءها أزمة إقتصادية عالمية . هذه القصة التي سنرويها لكم في هذا الكتاب تبين أهمية العوامل التي تمثل مناخ الأحداث التاريخية ، فالكساد العظيم في ثلاثينيات القرن المنصرم كان متميزاً عن كثير من غيره من الأزمات الاقتصادية في تاريخ الرأسمالية إلا أنه لم يوَل اهتماماً