على الرغم من أن إسبانيا كانت موعودة تاريخيًا بقيادة الفكر الأوروبي، لاعتبارين على الأقل، الامتداد التاريخي الذي يجعل منها، بحكم الجغرافيا، وريثة من بين ورثة الفكر الفلسفي بالأندلس والامتداد الجغرافي، إذ كانت من بين أهم رواد حركة الاكتشافات الجغرافية الكبرى، وساهمت مساهمة مباشرة في بزوغ ما بات يعرف بالعالم الجديد؛ إلا أن المتصفح لأي كتاب يتناول تاريخ الفلسفة (ولو بالوقوف على محطاته الكبرى وأبرز أعلامه) لابد وأن يندهش أمام الغياب التام لأي اسم إسباني. فما الذي حدث؟ هل أخفت إسبانيا الموعد مع التاريخ فلسفيًا، وارتضت التعبير عن فكرها في أشكال تعبيرية أخرى، تحديدًا للأدب والرسم؟ أم أن الغابة عندما ننظر إليها في كليتها تحجب عنا كل ما في الأشجار متفردة من تميز؟ وأقصد بالغابة تحديدًا الفلسفة القارية التي ذابت فيها عديد التمايزات الفلسفية لفائدة ثلاثة مناطق جغرافية – قد تكون هي الأبرز: ألمانيا وفرنسا وإنجلترا؟.
إسبانيا تفكر نصوص فكرية وفلسفية من إسبانيا – سعيد بنعبد الواحد
