هذا الإنسان .. نيتشه ضد فاغنر

الحرية أساس العزة والكرامة . والحر لا يقبل الظلم أو التسليم للغير بما ليس من حقه . الحر طليق في إطار ضوابط احترام حرية الغير ، والحرص على المصلحة العامة . فلو أطلق كل فرد لأهوائه العنان باسم الحرية لانفرط عقد المجتمعات ودخل الناس في صراعات لا تبقي ولا تذر . ليست الحرية فوضى ، يعرفها كل وفق مصلحته أو هواه ، ولا ذريعة لهدم الخصوصيات وجعل الناس أمة واحدة في كل شيء ، أو تضخيم الخصوصيات لتصبح قانونا يفرضه صاحبها على كل من عداه ، الحرية لا تستقيم داخل الميوعة ، بل في إطار شامل يحکم مختلف مناحي الحياة ، إطار يضعه العقلاء والحكماء لا أصحاب الأهواء . هي صفات ما أحوجنا إليها في هذه المرحلة التي يمر بها العالم العربي ، وذلك ليكون الإنسان في مستوى التطلعات حتى تتقدم المسيرة نحو القمة وتتحول الهبة إلى نهضة ورقي ، وتتجنب الارتكاس أو المراوحة .