تتخذ رواية “فتاة الشاي” من جبال “يونان” الصينية النائية مسرحًالسردية إنسانية معقدة، تنسج خيوطها حول صراع الهوية وتوتراتالحداثة في مواجهة التقاليد. تتبع الرواية مسار “لي يان”، الفتاةالمنتمية إلى قبيلة “آكها” التي تُكرّس حياتها لزراعة شاي البوير وِفقطقوس متوارثة منذ قرون. لكن ظهور أول سيارة جيب في القرية – صدمةالحداثة الأولى – سيُحدث شرخًا في نسيج المجتمع، لتبدأ “لي يان”رحلتها المريرة نحو التحرُّر الفردي، متحديةً المأساة الشنيعة التي واجهتها نتيجة العُرف القبلي.
تكشف الرواية اغتراب الأمومة؛ بين أمٍّ غارقة في صمتها وابنةٍ تعيشحياة ميسورة لدى أسرة تبنَّتها، حياة لا ينقصها إلَّا الحياة. هذه الروايةتأريخٌ أدبيٌّ لتراث “آكها” المندثر، يُفكِّك ثنائيات التضحية والتحرر. عبرسرد عابر للثقافات، تطرح الرواية أسئلة عن كيف تُستغَل المجتمعاتالأصلية وتُستنزَف هويَّتها. إنّها رواية كالشاي، تختمر ببطء، بمرارتهاوحلاوتها.
فتاة الشاي – ليزا سي
