يُعيد كوسينسكي في هذه (الرواية-المانيفستو) بناء تاريخ البلاد من وجهة نظر ممارسات سياسات الهيمنة والتصفية الجسدية أو ما يعرف بالنيكروبوليتيكس Necropolitics. من الواضح أن الرواية ترمي إلى دفعنا إلى إعادة شحذ ذاكرة مقاومة الفاشية، فلا ريب أنها قد استلهمت أفكارها من رواية خوان رولفو المعروفة “بيدرو بارامو”، حيث تُقدّم إلينا نوعًا من التأمل النقدي الذاتي. يمزج كوسينسكي، كما هو معتاد، في عمله هذا بين الشخصيات التاريخية والراهنة بما يسمح لنا بتخيل وإعادة رسم صورة واضحة لحقبة الدكتاتورية في البرازيل، بهذا المعنى يجب النّظر إلى سياسة ممارسة الاختفاء على أنها خلاصة لفاشية أمريكا اللاتينية، ولا تدع “فينومينولوجيا الاختفاء السياسي” التي جسدها كوسينسكي لنا مجالًا للشك في هذا الأمر.