عام 1877 بدأ فلوبير بكتابة قصصه القصيرة, وبدأ بكتابة قلب بريء والتي نشرها كسلسلة في جريدة فرنسية, وتلتها قصتي أسطورة القديس جوليان وهيروديا ونشرت في جريدة “بيان بابلك الفرنسية”. وبعدها قام جورج شاربنتييه بجمع هذه القصص تحت عنوان ثلاث حكايات.
كتبت هذه القصص جميعها تحت ظروف معقدة. واستطاع في هذا العمل أن يجعلنا ننغمس في تفاصيل الأحداث دون إدراك, أننا هنا نتنقل بين الشخصيات والأمكنة والمشاعر بسلاسة وبساطة. استطاع أن يسرد التفاصيل بشكل متقن وربما يكون قد ضخم وصف الأشياء والطبيعة على حساب السرد, إلا أن هذا بالضبط ما أراد فلوبير فعله والتركيز عليه, عندما تباشر القراءة ستبني تصوراً للأمكنة ورداء الشخصيات ومسكنها و أعمالها وكأنك تسمع القصة من مكانهم ذاته فقد استطاع إشباع القارئ بأجواء حكاياته.
ورغم أن القصص الثلاث تدور في أزمان مختلفة و أفكار مختلفة إلا أننا استطعنا أن ننتقل بينها دون ارتباك, إضافة لكون القصص تتشارك بفكرة الإيمان والألم والخوف و الأمل إلا أنها كذلك تميزت بكونها قائمة بذاتها على قوة الأسلوب وبراعة السرد و إدراج خيال القارئ ضمن مجريات الأحداث.