كانت المقبرة مرعبة وهادئة بصورة مخيفة. القبور متوزعة بصورة عشوائية. الظلام كان دامشا بسبب السحب التي غطت القمر الذي كان يحاول أن يتسلل من بين السحب ولكن سرعان ما يختفي بصورة بطيئة. وكلما بزغ لمعت شواهد القبور
المصنوعة من الرخام بصورة رهيبة.
كانت رائحة الكافور تتسلل ما بين الفينة والأخرى كلما هبت نسمات الهواء الباردة ونباتات الحاج كانت تنشر أشواكها في كل مكان وكأنها قنافذ توزعت حول تلك القبور المترامية. كل شي كان ساكنا عدا أحد الرجال الذي كان يعمل بكل حذر على قبر غامض، بالإضافة إلى صراصير الليل التي كانت تصدر أصواتا أشبه بمعزوفة حزينة وكأنها تشيع الضحية إلى مثواها الأخير.