البهلوانات

تفتح هذه الكتابة على أكثر من حقيقة، لعل أولى هذه الحقائق أنَّ على الكتابة السردية أن تتمرد على الدرامية المألوفة، فتخترق النسيج السردي المعتاد، وتفسح للواقع الفج أن يتحدث باعتباره النافذة الوحيدة التي على الأدب أن يعبر منها. غير أن الكتابة هنا هي بهلوانية في الأساس، فهي بقدر ما تنغمس في واقع باريس عاصمة الأنوار تختفي بالبورجوازية الأرستقراطية الثقافية الحديثة التي تفضحها كبؤرة عفن مقززة هي في الأساس مجمع خرابات بشرية منهكة طالها الصدأ ونال منها التلف. ولذا؛ وجب المشي فيها على حبل رفيع، وما في ذلك من مخاطرة السقوط، ذلك السقوط الأخلاقي الذي ينذر بهلاك العالم من خلال التخلي عن أهم المبادئ الإنسانية.
رواية “البهلوانات” رواية أخلاقية غير أنها توسع دلالة كلمة زولا التي قالها منذ قرن من الآن: “إني أُتهم” لتطال العالم كله وليس فرنسا فقط.