ليس من العدل على أي حال تناسي مصاعب الأحياء، فما هو أكثر من صحيح ومعروف أن الموت، سواء لعدم كفاءة أصيلة فيه، أو لسوء نيّة مبيّتة عبر التجربة، لا يختار ضحاياه بما يتفق مع مدة حياتهم التي عاشوها، وهو سلوك، نقول ذلك بين قوسين، انتهى به المطاف، إذا ما صدقنا كلام المراجع الفلسفية والدينية المتعددة التي تعرضت للموضوع، إلى أن يبعث في الكائن البشري، بصورة إنعكاسية، وعبر سيل مختلفة ومتناقضة أحياناً، تأثيراً غريباً من التصعيد الذهني للخوف الطبيعي من الموت.
ولكن، لا يمكن إتهام الموت أبداً بأنه ترك عجوزاً منسياً بصورة غير محدودة في الدنيا، لمجرد أن يصير في كل يوم أكثر شيخوخة، دون أي إستحقاق معروف أو سبب ظاهر للعيان.