في كتابه هذا، يعيد الأستاذ عبد الحميد الرشودي قراءة كتاب “بغداد في الشعر العربي المعاصر” الذي صدر عن المجمع العلمي العراقي سنة 1987 للأستاذ جمال الدين الألوسي وقد جمع فيه مؤلفه جملة من أخبار بغداد الحضارية وتأريخها المشرق وأصداء ذلك في الشعر العربي في عصوره المختلفة، ولكن الأستاذ الآلوسي – على ما يرى الأستاذ الرشودي – تفاضل عن بعض الشعراء. من هنا أراد المؤلف استدراك ما فات الأستاذ الآلوسي وينهج نهجاً جديداً في عرض الشعراء وتقديمهم للقارىء العربي بحلة جديدة يبدأ فيها بالتعريف الموجز لسير حياة الشعراء وشرح المفردات الغمضة الواردة في تلك القصائد والتعريف بناظميها وشرح غريبها واستخراج بحورها. وأضاف إليها جملة من القصائد الحسان وأغلبها لشعراء معاصرين لتكون أشبه ما تكون مستدركاً على الكتاب الأساسي تغنيه وتعرف القارىء العربي بشعراء معاصرين من بغداد وغيرها ممن اختارهم لنا المؤلف مع نشر قصائدهم وترجمة موجزة لسيرة حياتهم نذكر منهم: محمد مهدي الجواهري ، مصطفى جمال الدين ، أحمد الوائلي ، ترجمة موجزة لابراهيم منيب الباجه جي ، قصيدة يا غزال الكرخ لمحمد سعيد الحبوبي ، أيام بغداد لجميل صدقي الزهاوي ، عيناك يا بغداد لنزار قباني ، الهيام بين العراق والشام للشيخ محمد رضا الشبيبي وآخرون.
هذا، وقد ضم المؤلف كتابه بـ (المقامة البغدادية) لبديع الزمان الهمذاني (لما فيها من ظرف وملح وحسن تأتّ في المكر والإحتيال ، ولأنها – كما يرى المؤلف – صورة تمثل الحياة الإجتماعية البغدادية في القرن الرابع الميلادي وكيف كان يقع ابناء القرى والأرياف في فخاخ المحتالين من أبناء المدن مستغلين سذاجتهم وغفلتهم وأحياناً طيبتهم).