إن الدور الذي لعبته الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث صفحة مهمة جداً في التاريخ السياسي للعراق لأن أهميته جاء مواكباً للفترة التكوينية الأولى لنشأة الدولة العراقية الحديثة 1921.
هذا المؤلف يقع في ثلاثة أجزاء يُعنى الجزء الأول منها بتحليل السكان من الشيعة القاطنين منهم المدن أو الضاربين في مناطق القبائل – ويعني الجزء الثاني بالنشاط السياسي الذي قامت به الشيعة في العراق في الفترة الواقعة بين عامي 1914 و 1921.
ويشتمل هذا الجزء على البحث في المقاومة المسلحة التي أبدتها الشيعة ضد الحملة البريطانية في جنوب العراق بدءاً بنزول القوات البريطانية في الفاو في السادس من شهر تشرين الثاني سنة 1914 حتى إحتلال بغداد في الحادي عشر من آذار سنة 1917.
كذلك يشتمل هذا الجزء على وصف لحصار النجف الذي فرضته القوات البريطانية في أعقاب إغتيال الضابط مارشال في النجف على يد اللجنة الثورية الإسلامية يوم التاسع عشر من شهر آذار سنة 1918، ثم شمل هذا القسم أيضاً الحديث عن دور الشيعة القيادي أثناء إضطرابات سنة 1920 تلك الإضطرابات التي كلفت الخزينة البريطانية أربعين مليون جنيه وهو مبلغ ضخم كان سبب مداولات ومشادات في مجلس العموم البريطاني.
وآخر فصل في هذا الجزء من البحث يتناول مؤتمر القاهرة الذي عقد سنة 1921 والذي رأسه السير ونستون تشرشل، في هذا المؤتمر تم وضع مشروع للسياسة البريطانية في العراق والتي من شأنها أن تقلل من النفقات، وذلك بإقامة حكومة تكون واجهتها عربية، كما أن هذا الفصل يتناول أيضاً المخاوف التي أبدتها الأوساط الشيعة تجاه هذا الحكم المصنع، أما الجزء الثالث والأخير فمحاولة لتقييم النتائج والإستنتاجات التي توصل لها المؤلف، والتي تتعلق بالسياسة البريطانية المتبعة في العراق مع نقد موضوعي لتلك السياسة.