يضم الكتاب دراسة تمثل تأريخاً موجزاً للنحت الحديث، حيث عمد الدارس إلى تعريب الفن مستثنياً من الصور التوضيحية تلك “الريليفات” والبنائيات التي تتأرجح بغموض بين حرفتي الرسم والنحت متطرقاً إلى أساليب “التجميع” البسيطة المختلفة… مع إيراد شرح موجز لأعمال بعض الفنانين، ممثلة كل نمط من الأعمال التي لها أهمية تاريخية.
لم يتابع ناقد حركات الفن الحديثة في القرن العشرين كما تابعها هربرت ريد، بإحاطة في المعرفة، ودقة في التنظير، جعلتاه المرجع الأول في دراسة وفهم هذه الحركات. ولئن نجد أن معظم الاهتمام ينصب على حركات الرسم، المتسارعة في تغيراتها، فإن النحت بقي يواكب هذه الحركات من ناحية، ويشق لنفسه، من ناحية أخرى مسارات خاصة به، استطاع هربرت ريد في هذا الكتاب يحدد الكثير من مفاهيمها رغم تشعبها المدهش، ويضعها جميعاً في سياق الإبداع المتواصل الذي تميزت به الحداثة، دون أن يفرط في حق الناقد في مناقشة الفنان ومساءلته ف يما يصنع. ومن هنا أهمية هذا الكتاب الذي هو من أواخر ما ترك لنا كاتب كبير، يجمع في نقده دائماً، على نحو فذ، بين الرؤية الشعرية والعمق الفلسفي.