فيما تغرق البشرية في معضلاتها، وتعيد إنتاج مآزقها على غير صعيد ومن غر مصدر، تلوثاً متصاعداً وهدراً متزايدأً وإرهاباً معمماً وتدميراً منهجياً، لم تعد تجدي المقاربات والمعالجات بالعملة الفكرية السائدة والمفلسة، فالأزمة تتجاوز الثنائيات العاملة على الجبهتين المتصادمتين (الإسلام والغرب، أو الدين والحداثة) بقدر ما تطاول المجتمع البشري والعقل الكوني بمختلف أنماطه ونماذجه.
من هنا فيما تغرق البشرية في معضلاتها، وتعيد إنتاج مآزقها على غير صعيد ومن غر مصدر، تلوثاً متصاعداً وهدراً متزايدأً وإرهاباً معمماً وتدميراً منهجياً، لم تعد تجدي المقاربات والمعالجات بالعملة الفكرية السائدة والمفلسة، فالأزمة تتجاوز الثنائيات العاملة على الجبهتين المتصادمتين (الإسلام والغرب، أو الدين والحداثة) بقدر ما تطاول المجتمع البشري والعقل الكوني بمختلف أنماطه ونماذجه.
من هنا الحاجة الماسة إلى المساءلة والفحص: كيف تتهدد إنسانية الإنسان فيما يتكاثر المدافعون عن حقوقه؟! وكيف يحصل ما يحصل من استباحة وفساد واستبداد وتراجع ما دامت المبادئ سامية والزعامات ملهمة، وما دام المصلحون أصحاب مهمات أو صفات إلهية، وما دام الدعاة يجسدون مثل الحرية والعدالة والتقدم؟!َ
الأحرى إعادة النظر في الترسانة الرمزية للعقيدة الإنسانية على وقع هذا الإقلاس على المسرح الكوني، كما تشهد عليه النهايات البائسة والمرعبة، مجسمة في أمراض الدين وأعطال الحداثة، مما يعني أن ما ندافع عنه هو مصدر ما نشكو منه: الإنسان ليس الضحية، بل هو المشكلة بمركزيته وتكالبه وشراسته.
ولا يقال ذلك بلغة النبي المنذر، بل على سبيل الانخراط في المناقشة العالمية والمساهمة في الجهود الرامية لفهم الأزمة وتدبرها. والرهان هو العمل على بناء مشروعية بشرية جديدة تنفتح معها الأبواب والفرص لاجتراح الحلول والمخارج بما يسفر عنه نقد الإنسان والذات والهوية من الرؤى والتوجهات، أو اللغات والتوسطات، أو القوى والأدوات.
وهذا ما يحاوله الكتاب عبر مصطلح الإنسان الأدنى بممكناته ومفاعيله وتأويلاته، وخاصة بما يعنيه من التواضع الوجودي، والتقى الفكري، والعقل التداولي، والوعي الكوكبي.