“لا يمنحنا السرد وحده القدرة على رؤية العالم مجللا بسحر الحكاية وهي تفتح بابا جديدا من أبواب التجربة الانسانية، بل تسهم القراءة الذكية باكتشاف سبل الأبواب التي تظل مؤجلة في الحكاية والتجربة على السواء، لا سبيل لفتحها بغير المراجعة المنهجية المتأنية وهي تضفي سحرها على ما تقرأ. ذلك ما يؤكده كتاب د. عقيل عبد الحسين وهو يسعى لإدراك دور العقل في بناء خطاب السرد العربي القديم الذي لا يكون بينا في كل مرة، والنظر في مهمات التأليف وما يلوح خلفها من ظلال السلطة ابتداء من الخبر بوصفه نواة السرد الأولى كما تشكلت في مرايا السلاطين، وبلاغات النساء، وأحاديث الشعر والشعراء، وسلطة الباه – للباه، في السرد، سلطته – في صلة مؤثرة، رمزية وفاعلة، بين العقل والعاطفة في رؤية إنسان الحكاية وإدراك تجاربه.
لقراءة السرد سحر لا يقل عن سحر السرد نفسه ، ذلك ما يؤكده كتاب د. عقيل عبد الحسين في كل فصل من فصوله، مضيّقا المسافة بين المعرفة السردية وسبل قراءتها.