يتوقُ أدهم عادل كإنسان، لعالم باذخ بالطيب، محاط بالورد، يتنفس الموسيقى، وينصت لنبضات قلب عاشقين، نسيا العالم، ونسيهما، ليدخلا حلما أثيريا، لا يشوش عليه الخراب الذي نعيشه جميعا في بلاد تكتظ بالوجع، فيما يتوق أدهم عادل كشاعر، لاجتراح منفذ جديد لبوحه، فيختارُ الصورة الموقف، ويبني نصه الشعريّ مختزلا، لا يقف عند حاجز، ولا يرى رقيباً على أدائه التعبيريّ، سوى صدق تجربته، لذلك، قد يساء فهم بعض ما يرمي إليه، وحتى لو حدث سوء الفهم هذا، فهو محبب للجميع، ففي داخل كلّ فرد منا حنين لخطيئة ما، قد تكون إثر رغبة أو نزوة، أو مقصودة لذاتها، كانفعال صادق يحصل في وقته، وفي هذا السياق أوردُ حكاية طريفة مفادها أن رجل دين متنوّر، سئل من قبل أحد المشاكسين عن سماع السيدة أم كلثوم، حيث قال له هل أن سماعها حرامٌ أم حلال، فصمت رجل الدين قليلاً، ليقول للسائل، يا بنيّ أن الغناء بعمومه حرام، ولكن إذا كنت لا تسمع أم كلثوم، فأنت بليد غبيّ !!
هذه المعادلة الطريفة في حياتنا، وهذا الارتباك الفكري، الذي ولّد ازدواجيّة في الشخصية عموماً، يتعامل معه الشاعر أدهم عادل، بمهارة وموهبة عاليتين، ويستلّ المضمر منه في حياتنا، ذلك الذي يخشى الكثير من الأدباء والكتاب الخوض فيه لمخاوف معينة، أو خشية سوء الفهم، ناسين جميعاً، أن الشاعر في طبيعته، في سوء تفاهم مع العالم، لكنهم. يبتعدون عن عري البوح، لأنه قد يكشف عنهم مخفيات شخصياتهم. أدهم عادل، جميل بتلقائيته، وجرأته، واختياره موضوعات مسكوت عنها، وهو لا يتوخى الحذر في بيان آرائه مهما كانت صادمة للآخر، لذلك سيجد صدى طيبا لكل كتاباته، التي جاءت هذه المرة شذرات موجزة مكثفة، كتبت على طريقة تجربة (قصيدة الهايكو) اليابانية المتمثلة بومضة، لا تحتمل الزيادات أو التفاصيل أو الشروح والإيضاحات، كما أن في شعر أدهم عادل اكتشافات تشبه اكتشافات الطفولة في دهشتها وحدتها، وهذا من أهم أسرار الشعر الحقيقي.
هذا الكون سيئ السمعة
0.00$
المؤلف: | أدهم عادل |
دار النشر: | سطور للنشر والتوزيع |
المتوفر في المخزون 2 فقط
التصنيفات: أدب و شعر ونصوص, قصص و روايات عربية
الوسوم: أدهم عادل, سطور للنشر والتوزيع, هذا الكون سيئ السمعة
منتجات ذات صلة
قصص و روايات عربية
0.00$
قصص و روايات عربية
0.00$
قصص و روايات عربية
0.00$
قصص و روايات عربية
0.00$