الحيوان المحتضر

واصل “فيليب روث” في هذه الرواية حيلته الروائية الأشهر, حيث تحطيم الحواجر بين شخوص رواياته وبين شخصه كمؤلف. وتماهي تفاصيل حياته مع تفاصيل حيوات أبطاله, وذلك من خلال أسلوبه الأدبي المميز شديد التنوع الذي يتراوح ما بين الهجاء السياسي والسخرية والغوص في الذات البشرية بالخيال تارة وبالإنغماس في تفاصيل الواقع تارة أخرى.
في “الحيوان المحتضر”, يواصل طرح موضوعه الأثير حول ضعف الإنسان ومكانته الهشة في عالم تتزايد فيه المشاعر العدوانية من جميع الجهات, فبطله “دافيد كيبش” الذي يعبر عقده السابع ينغمس في سؤاله الوجودي حول الحياة والموت والجنس والأسرة والزواج, مما يغري القارئ بإيجاد علاقة بين آرائه وآراء “فيليب روث” نفس., ولكن “فيليب روث” لطالما ما يؤكد أنه يكتب سيرة ذاتية مزيفة, ويبحث النقاد دائما عن الربط بين حياته الشخصية ورواياته, سواء إحساسه تجاه أمه, أو زيجتيه الفاشلتين.