الحياة الجنسية للمشاهير

لا يهدف هذا الكتاب إلى نبش ما يعتقد الكثيرون أنها فضائح جنسية، ولا إلى التشهير بالشخصيات الأدبية والفنية والفكرية التي نكن لها الإعجاب والحب والتقدير، إنه ببساطة يسلط الضوء على جوانب من حياتهم كثيراً ما جرى طمسها وتجاوزها، هي جوانب مهمة تقودنا معرفتها إلى فهم أعمق لإنتاجهم الأدبي أو الفني أو الفكري وبالتالي تشكل مواضيع للدراسة والتحليل.
يقول سومرست موم: ” تعجبت كثيراً من هذه الرغبة الشديدة التي تدفع الناس إلى التعرف بالمشاهير”. لقد تعجب موم وهو الكاتب المجرب المحنك الذي عركته الحياة طويلاً، والذي يقول أيضاً إنه مازال، بعد أربعين عاماً من عمله في الطب، جاهلاً جوانب كثيرة من الطبيعة البشرية.
أعتقد أن تلهف الناس إلى معرفة السير الذاتية للشخصيات الشهيرة ليس مثيراً للعجب. إنه ميل طبيعي لدى البشر. فدائماً ما يدفعنا الفضول إلى معرفة أحوال الأشخاص الذين نقابلهم ولو لأول مرة يدفعنا الفضول إلى معرفة ما يعملون، وماذا يحبون وماذا يكرهون وكيف تسير حياتهم. كما نحاول الغوص أكثر في تفاصيل حيواتهم الخاصة. هذا فيما يتعلق بالناس العاديين، فكيف لا يتشوق الناس أكثر إلى معرفة ما هو عام وخاص في حياة المشاهير، خصوصاً الجانب الجنسي.
لقد جرى تجاهل الجنس والوظيفة الجنسية. وتقليدياً نظر إلى الجنس على أنه كريه وقذر ينبغي تجنبه وعدم الحديث عنه. وهذا ما يفسر إحاطة النشاط الجنسي بالسرية والكتمان. وهذا ما يفسر ازدياد تلهف الناس إلى معرفة بعضهم أسرار بعض.
لا يمكن فصل الجنس عن الحياة. كما أنه لا ينبغي تجاهل الدور الكبير الذي يلعبه في حيوات الناس وتكويناتهم وتعقيداتهم. والشخصيات التي يضمها هذا الكتاب هي كائنات بشرية لها نزواتها وعاداتها وسلوكياتها ودوافعها. وهي ليست منزهة عما اتفق على تسميته بالانحراف، مع الأخذ بالحسبان أن مصطلح انحراف هو مصطلح خلافي يتبناه بعض العلماء ويرفضه علماء آخرون.