يرى الكاتب في سياق تحليل الخلافات السياسية في فترة الخلافة الراشدة أن الخلافات بذاتها لم تكن المشكلة الوحيدة في تلك المرحلة، كما يتصوره كثير من الدارسين فقد كانت قضية تدبير الخلاف عاملا مؤثرًا في مجريات الأحداث حينها سياسيا واجتماعيا وفكريا. وبعد التعثر في تدبير تلك الخلافات المشكلة التي أعاقت تطور التطبيق السياسي والاجتماعي المفهوم الرشد.
إن فشل التدبير الأمن للمراحل الانتقالية في نموذج الخلافة كان الوجه الآخر الأكثر تعقيدا ضمن مشكلات تلك المرحلة، وهو ما أوقف تطور التطبيق السياسي للرشد عند لحظة تاريخية معينة. إن دراسة مشكلات تلك المرحلة لا ينبغي أن تكون مجالا لاختلاف معاصر آخر، لكنه مجال للتحليل والقراءة المتجددة