مع انحسار الوضعية المنطقية بعد عام 1950 مالت معظم الأعمال في فلسفة العلم نحو المنظور النسبوي دون تمحيص، وكان على العديد من الباحثين أن يبحثوا عن طريق وسط لحلّ هذا الخلاف الدائر بين المنظورين، بعدما وجدوا أنفسهم أمام اختيار: إما الوضعية المحددة بشكل ضيق أو نسبوية – “أي شيء يصلح”.
في هذه المجموعة من المقالات – التي يظهر العديد منها هنا لأول مرة – يرى لاري لودان أن حل هذه المعضلة لا يتألف من موقف وسطي للتوفيق بينهما، لكنه بالأحرى يستلزم تصورًا للمعرفة العلمية يتجاوز كلا من الوضعية والنسبوية في آن معاً، هذا التصور لابد أن يرفض الافتراضات المتعلقة بالمعرفة، كما أنه من وجهة نظر لودان؛ تُعد النسبوية بصفة خاصة صورة “للعجز الذاتي” للوضعية الجديدة.