«حَظِي متوحِّش الغابة بفَهمٍ أكثرَ واقعيةً وهو ينحني أمام الصفحة المطبوعة، لقُوتها الخارقة على نقل الرسائل. وتتراكم الأدلة فوق الأدلة، طَوال التاريخ، على أن الكتب بريئةٌ وعديمةُ الضرر وغير تافهة؛ فهي غالبًا ما تكون عظيمة الحركة، وافرة الحيوية، قادرةً على تغيير مجرى الأحداث تغييرًا كليًّا؛ للخير أحيانًا وللشر أحيانًا أخرى.»
هل يمكن لكلمةٍ بكتابٍ أن تُغيِّر العالم؟! هل يمكن أن تكون سببًا في ارتقاء الأمة والنهوض بها، أو سببًا في هدمها وتدميرها؟ تساؤلات يُجيب عنها هذا الكتاب المهم لمؤلِّفه «روبرت ب. داونز»، الذي يجمع بين دفتَيه أمثلةً لأبرز الكتب الفكرية والعلمية التي أحدثَت تغييراتٍ جمَّة؛ حيث إن هذه الكتب، وغيرها الكثير مما لا تَسع ذِكرَه هذه الصفحات، قد تركت بصماتٍ واضحةً وأحدثت تأثيرًا عميقًا في تاريخ العالم الإنساني، وهذه الكتب التي ذكَرها المؤلِّف تُغطي الفترة التاريخية منذ عصر النهضة حتى منتصف القرن العشرين، وكان لها عظيمُ الشأن في مُختلِف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفكرية آنذاك، والغرضُ من الإتيان بهذه الأمثلة هو توضيح الأهمية الكبرى للكلمة المطبوعة ودورها القوي في إحداث التقدم البشري.